آخبار عاجل

 كيف نفهم  نمو المراهق من الناحية الإجتماعية  والإنفعالية النفسية .. بقلم : سلوى المؤيد

01 - 03 - 2019 12:00 1442

الحلقة الـ  42 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :   كيف نفهم  نمو المراهق من الناحية الإجتماعية  والإنفعالية النفسية

.....................................              

                                                          

 تعد مرحلة المراهقة من أهم وأخطر المراحل في حياة أبنائنا .. الأمر الذي  يتطلب منا التسلح  بالمعرفة  لما يمر به هؤلاء الأبناء من مراحل نمو تتعلق بالنواحي  الإجتماعية والنفسية والإنفعالية في تلك الفترة من حياتهم وهم يواجهون إسرهم ورفاقهم ومجتمعهم.. لكي نتمكن من فهمهم والتعامل معهم بحب وحزم ، حتى يجتازوا  هذه المرحلة  في حياتهم بهدوء وسلام .. ليتمتعوا بشخصيات متوازنة  وسعيدة مستقبلاً .

يواجه الطفل في بداية سن المراهقة موقفاً متناقضاً ..فهو قد كبر عن مرحلة الطفولة ويريد أن يحقق رغبته المتدرجة في أن يستقل ويتحمل المسئولية ..إلا إنه يجد نفسه غير قادر على أن يفعل ذلك لإنه لا زال يعتمد مادياً على إسرته وتحت إرشادهم ورعايتهم ..هذا التناقض يدفع المراهق إلى صراع إسرته ..لكن ليس بالضرورة أن يكون هذا الصراع حاداً بالنسبة لكل مراهق ..إذ أن بعض المراهقين يمرون في هذه الفترة دون صراع حاد ،وخاصة الفتيات..لإن العادات والتقاليد لا تتساهل مع خروج البنت عن طاعة أهلها.

 وحتى درجة الصراع بين المراهق وأسرته فإنها تشتد في فترة وتقل في فترة أخرى ..فنرى المراهق ما بين سن ١٢ـ١٤ سنة يثور ويتمرد أكثر على سلطة والديه .. والصراع الذي ينشأ بينه وبين أسرته قد يكون لإسباب تافهة ،مثلاً ( هل يذهب إلى السينما مع أصدقائه ..أم لابد أن يكون معه أخوه الكبير؟ ) أو ( متى يقوم ببعض الحاجات لإسرته ..ومتى تترك له الحرية في أن يتمتع بوقته ؟) أما بالنسبة للبنات  فإن الصراع عندهن قد ينشأ لإسباب أخرى مثل ( متى تبدأ في وضع الماكياج ؟) (هل تختار ملابسها بنفسها ؟) (متى يسمح لها بزيارة صديقاتها؟) .

إذن ما دام الأمر يتعلق بالظروف الأسرية التي تحيط بالمراهق  ..فإن ذلك يفرض علينا سؤالاً هاماً .

كيف يعامل الوالدان أبناءهم وهم ينتقلون من مرحلة الطفولة إلى  مرحلة المراهقة ؟ متى تسبب لهم معاملتهم صعوبة في الإنتقال ؟ومتى تجعله يسيراً سهلاً ؟.

 يؤكد الباحثون الإجتماعيين أن الأطفال الذين ينشأون بين آباءمحبون لإبنائهم و ديمقراطيين في تعاملهم معهم و يشجعون روح الإستقلال لديهم ويتفقون في أسلوب معاملتهم كما إنهم يثقون في القيم  الإجتماعية التي يربون أبناءهم عليها ..يصبح هؤلاء الأبناء أكثر تحملاً للمسؤلية.. يؤمنون بالمبادىء الخلقية ويمتلكون إرادة

قوية ..ولا يميلون إلى النصائح وإنما يمتصون قيم  آبائهم من خلال تعاملهم معهم أثناء سنوات  مراهقتهم  ..أما  إذا عاش  الأبناء بين آباءمتسلطين على أبنائهم ..لا يريدون لهم أن يستقلوا بشخصياتهم ..ولا يوجد اتفاق بينهم في تربية أبناءهم  ..كما إنهم  غير واثقين من القيم التي  يربون أبنائهم عليها ..فإن هؤلاء المراهقين يعانون من القلق والإكتئاب ويضخمون ما يصابون به من إحباطات بسيطة .

ترى ماذا يحدث للطفل  من تغيير في تفكيره الإجتماعي     عندما يكبر ويدخل مرحلة المراهقة؟

 لاحظ العلماء الأجتماعيون أن حاجته تزداد إلى الإنتماء إلى جماعة أخرى غير أسرته لإنها  لم تعد تشبع جميع  إحتياجاته الإجتماعية .

 بالطبع ستكون علاقة المراهق بإصدقائه  مختلفة عن طبيعة علاقته بإسرته  من خلال النقاط التالية :

١ - علاقته بإسرته مفروضة عليه ودائمة ..بينما علاقته بإصدقائه يحددها بنفسه وقابلة للتغيير .

٢- الصداقة توسع الخبرة التي يحتاجها المراهق بطريقة لا تساعد عليها في الغالب العلاقات الأسرية .

إذن .. يميل المراهق  إلى أصدقائه ما بين سن ١٢ سنة -١٨ سنة أكثر من ميله لإسرته   ..كما نلاحظ أن ال

                            

 

المراهق يرى في بداية سنوات مراهقته في الصداقة نوع من الزمالة القائمة على الإشتراك في نشاطات معينة ..لكنها تزداد أهمية في نفسه عندما يتقدم في سنوات مراهقته..ويعتقد العديد من الباحثين الإجتماعين أن المراهقين يكونون مجتمعاً خاصاً بهم  له معاييره وقيمه ونظمه الخاصة المتفرعة من الثقافة العامة التي ينتمون إليها .. حيث لاحظ  عالم اجتماعي يدعى "كولمان" من خلال دراسة قام بها على طلبة في المدرسة الثانوية..أنهم يكونون نظاماً خاصاًبهم  ..  فيشترطون مثلاً على من يريد الإنضمام إليهم ..أن يكون لديه قدرة رياضية ..أو يمتلك قدرة على القيادة الجماعية ..كما أنه لاحظ تشابها في طريقة ارتدائهم لملابسهم وحبهم للموسيقى ..ولاحظ كذلك أنهم يحملون ولاء وأخلاصاً للجماعة التي ينضمون إليها .

لكن هل معنى هذا أن يفقد الآباء تأثيرهم على أبنائهم ؟

 يؤكد العالم الإجتماعي "كولمان" أن تأثر المراهق برفاقه لا يعني فقدانه لتقدير والديه .. ولاحظ عالم إجتماعي آخر يدعى" كورتيس " أن المراهق يتأثر بإراء والديه أكثر في سنوات مراهقته المتأخرة .. وحتى لو تأثر بآراء رفاقه ،إلا أنه لو خير بين صداقته أو رضى والديه فإنه سيختار والديه .

إذن ..يستمد المراهق توجيهه من رفاقه ومن والديه .

 لكن متى يزداد تأثير الرفاق على المراهق ومتى يزداد تأثير والديه عليه ؟  

 لاحظ علماء الإجتماع  أنه خلال السنتين الأوليتين  من سنوات حياة   المراهق  يطيع أصدقاءه أكثر مما يطيع والديه ..لكن ذلك يقل بالتدريج عندما يكبر لإنه سيجد لنفسه مجالاً يشتق منه تقديره لنفسه ..مثل التفوق في الدراسة أوفي لعبة رياضية أو غيرها من الهوايات ..هذا إلى جانب زيادة  نضجه العقلي ووعيه الإجتماعي .. مما يجعله يقيم علاقته بإصدقائه على أساس التعاون ..لا المسايرة أوالطاعة .

 كما نلاحظ أن المراهق قد يتأثر بإصدقائه فيما يتعلق بالعادات السطحية ..مثل التدخين والتغيب عن المدرسة وتعاطي الكحول والمخدرات ..لكنه يتأثر بوالديه فيما يتصل بالعقائد والقيم  الإجتماعية .

 إلاإننا سنجد هناأن المراهق عندما يجد الحب والرعاية والإهتمام  من والديه فإنه  سيقتدي بهما أكثر مما يقتدي بإصدقائه ..لكنه إذا وجد  إهمالاً وقسوة في المعاملة  منهما فإنه سوف  يميل إلى التأثر  أكثربرفاقه  .

 كما لاحظ خبراء الإجتماع أن المراهق  يتأثر  بجماعة الأصدقاء أكثر من الأصحاب ..والأصدقاء هم الشلة الصغيرة التي تتفرع من جماعة الأصحاب ..وتصبح علاقته بهم أكثر عمقاً ..إلا أنه إذا انضم إلى جماعة الجانحين او المنحرفين..فإنه عندئذٍ سيكون واقعاً تحت سيطرتها تماماً ..خصوصاً في ظل إهمال أسرته له . 

أما أهم الأسباب التي تدفع المراهق إلى الإنحراف فإنها تتلخص في شعوره  بالحرمان والإهمال والقسوة داخل أسرته .. إلى جانب حرمانه من المركز الإجتماعي الذي يشعره باعتزازه  بنفسه ويكون  له  حافز  لكي يكون له دور في المجتمع  .

ترى ..  متى يبدأ المراهق بتحديد اهتماماته المهنية؟ 

لاحظ علماء الإجتماع أن هذا الإهتمام يبدأ بصورة مثالية ما بين سن ١٤ـ١٨سنة  ، لكنه يتجه إلى الواقعية بالتدريج مع تقدم سنه .

 

هذه أهم معالم النمو الإجتماعي بالنسبة للمراهقين والمشاكل التي تعترضه ..لكن الصورة لن تكتمل لنفهم  سن المراهقة إلا بذكر النمو الإنفعالي النفسي عند المراهق حتى ندرك ما يمر به الإنسان في هذه السنوات الحرجة

                                                  

 

من حياته ..

 النمو الإنفعالي النفسي  عند المراهق :

 تعد مرحلة المراهقة مرحلة انتقالية في حياة الإنسان ..لإنه يعبر من خلالها من الطفولة إلى الرشد ..فهو عندما كان طفلاً كان يعتمد على والديه اعتماداً كلياً ..لكنه ــ مثلما ذكرت سابقا ــ ما أن يدخل إلى مرحلة المراهقة  حتى  تنمو لديه الرغبة في أن يقف على رجليه ..

ويصبح شخصاً مستقلاً كالكبار الراشدين   ..وهنا يقع المراهق  في تناقضات قد تكون عنيفة أو هادئة ..لكنه يجب أن يعيشها بكل مشاعره وبكل ما تسببه له من اضطراب نفسي .

 نلاحظ أيضاً أن المراهق عندما لا يجد نفسه قادراً على فهم الدوافع  القوية المتدفقة في  أعماقه ..فإنه يشعر بحالة إحباط شديدة ..فيثور حسب درجةاليأس  لديه .. هذا بالإضافة إلى قلقه على مستقبله ..  وهو يجد نفسه لا يملك القدرة أو الخبرة لكي يوجه نفسه نحو بناء  هذا المستقبل الذي يريده .. أي أن يحدد الشكل النهائي الذي سيكون عليه جسماً وعقلاً ومركزاً عندما يكبر ويصل إلى سن النضج .

 إذن ،  من الأفضل أن نتعرف على خصا ئص النمو الإنفعالي النفسي  عند المراهق لكي نتمكن كآباء ومربين على فهم هذه الفتره الهامة من حياة أبنائنا ..وهي تتلخص في النقاط التالية 

 (١)  شعور المراهق بالعنف وعدم الإستقرار:

أهم مايميز هذه المرحلة  المشاعرالمتوترة التي تجتاح نفس المراهق وتتمثل في إحساسه  بالعنف وعدم الإستقرار..خصوصاً في الفترة الأولى من سنوات مراهقته .. فنراه يحطم ويمزق ملابسه عندما يغضب ..وأحياناً يؤذي نفسه وممتلكاته بانفعاله ..أما عدم الإستقرارفنلاحظه في تقلبه من حالة اليأس والقنوط ..إلى الإحساس بالأمل الواسع والأهداف العريضة..ومن ثقة بالنفس ..إلى فقدانه الكامل لهذه الثقة ..  ومن تد ين شديد إلى الشك والصراع الديني  وهكذا . 

إذن ..التقلب المزاجي يظهر بوضوح بين المراهقين عنه عند الكبار ..ويعود ذلك إلى ما يعانيه المراهق من تغييرات جسمية سريعة ينتج عنها دوافع جديدة عارمة في نفسه ..منها الدوافع الجنسية وما يصاحبها من كبت وحرمان ..كما أن المراهق قد يتعارك مع والديه أو مع من له سلطة عليه ..فيجعله ذلك الصراع يشعر بالذنب والقلق لإنه لا يعرف طبيعة هذه المشكلات ولا كيف يتصرف نحوها ..لذلك يصبح مزاجه رهناً بما يمر به من ظروف سواء كانت سعيدة أو شقية

 القلق والإحساس بالذنب :

 يشعر المراهق خلال فترةالمراهقة بالقلق ..والقلق معناه الخوف من المجهول أو الخوف حينما لا يكون هنالك شيء محدد مخيف..وعندما يواجه المراهق دوافعه الجنسية ..فهو يقلق ..وإذا ما تعرض لإثارة هذه                                        الدوافع بشكل أو بآخر ..فإنه يشعر أكثر بالقلق ..  لإن الدوافع الجنسية مرتبطة لديه بمعاني الذنب والقذارة أو المرض ..لما تلقاه من مفاهيم خاطئة حول هذا الموضوع ..وكلها أشياء مخيفة بالنسبة له وتصبح مخيفة جداً بل مرعبة عندما يكون هذا المراهق معرضاً للإصابة  بمرض الإكتئاب النفسي .. وهولا  يعلم بحقيقة مرضه  ..لذلك أنصح كل والدين بالتوجه فوراً إلى أي طبيب نفسي ..ليتمكن عن طريق العلاج الطبي والنفسي السليم من إيقاف هذه الأفكارالسوداء  الملحة  لدى أبنائهم .. والمصاحبة بالرغبة في تعذيب الذات ولومها وبفقدان الشهية وعدم الرغبة في الإنتاج ..حتى يتمكنوا من العودة إلى صحتهم العادية التي قد ينتابهم خلالها القلق بصورة عادية لا ترعبهم...وعلينا كآباء أن نقوم  بتوعية أبنائنا من الناحية الجنسية بإسلوب علمي بسيط ..حتى لا

                    

 

يصابوا بالعقد النفسية المتعلقة بهذا الموضوع الحساس .. هذه المهمة ليست مطلوبة من الآباء فقط ..وإنما من المدرسة نحو الطلبة حتى لا يقع المراهق ضحية لمخاوف وقلق من هذه الدوافع دون داع  .

 تمركز المراهق حول ذاته :

 وهذا معناه أن يعتقد المراهق أن مايشغل  تفكير الآخرين هو نفس ما يشغل عقله  ..وهذا الإحساس يجعله يعتقد أن الناس تراقب مظهره وسلوكه  مما   يضايقه..خصوصاً إذا كان هذا المراهق من النوع الحساس ..لإنه سيتوهم أن هناك شخصاً يراقبه دائماً في مظهره وفي جلوسه  وكل حركاته .. وسبب  ظنه بوجود هذا الشخص الذي يراقبه..يعود إلى اعتقاده أنه يقع  في بؤرة اهتمام الآخرين .. واحياناً يصل به إحساسه بهذا الشخص الوهمي إلى درجة  تجعله يراجع كل كلام  يتفوه به أوأي تصرف يقوم به .. ويصل المراهق أحياناً إلى درجة التوهم بإن ذلك الشخص موجود بالفعل ..فيخاطبه بغضب عندما يكون وحده  ..وقد يشعر نتيجة لذلك بالخجل والإنطواء 

لكن قد يحدث أحياناً  العكس ..إذا كان المراهق معجب بنفسه ..عندئذٍ يغذي هذا الشخص الوهمي أفكاره ..فيزهو ويتصرف بطريقة صبيانية متفاخرة .

ولهذا السبب لا يستطيع مثل هذا المراهق أن يفهم ..لماذا ينتقده الكبار     حوله ؟..لإنه لا يدرك مشاعر الآخرين إلا في ضوء مشاعره هو ..فنجد مثلاً ذلك الذي يركز مشاعره على فتاة معينة  يعتقد أنها معجبة به .. ويصدم عندما يكتشف عكس ذلك .. الأمر الذي  يفسر لنا سبب الكثير من الأزمات الإنفعالية العنيفة التي يمر بها المراهقون ..كما أن المراهق يعتقد أيضاً أن ما يقع فيه من خبرات لا يحدث لغيره بنفس الشكل والدرجة التي تقع له ..وتتضح هذه الحقيقة في تعبير يردده الكثير من المراهقين (لا أحد يفهمني ) إلا أن هذا التوهم بالتفرد سرعان ما يزول عندما يصل إلى سن ١٦ سنه ..لإنه يبدأ  منذ هذه السن في إدراك نفسه ونفوس الآخرين بشكل أكثر واقعية ويتعامل معهم في ظل هذا المفهوم .

وهنا دعوني أطرح سؤالاً هاماً ..سأحاول الإجابة عليه بوضوح ..لنتمكن أكثر من فهم سبب تصرفات المراهقين التي قد تدهشنا وتحيرنا أحياناً .

 ماهي الحيل التي يواجه بها المراهق انفعالاته الداخليه لكي يهرب منها لما تسببه له من قلق وضيق ؟

١: المبالغة في المثالية :

 قد يلجأ  المراهق المثالي عندما يرتكب عمل يعتقد هو أنه سيء ويريد أن يتجنب التفكير فيه.. إلى المبالغة في المثالية ..وسبب ذلك يعود إلى قلقه الداخلي ..فنراه مثلاً يبالغ في أن يكون مثالياً في سلوكه إلى درجه تأتي على حساب صحته وإنتاجه ...أويحرص على أن يتقن عمله  إلى الحد الذي يتعطل فيه العمل نفسه .. وتوضح هذه المبالغة التي تعبر عن قلقه الداخلي عندما تنشط  رغباته الجنسية..التي تدفعه عندما يمارسها عن طريق العاده السرية مثلاً  إلى الشعور بالقلق والذنب.. فيتعمد القيام بأعمال لا معنى لها ليحاول التغلب على مشاعر القلق والإحساس بالذنب لديه..وتكون النتيجة أن يضيع معظم وقته في القيام بهذه  الأشياء.. بدلاً من أن يقوم  بعمل إنتاجي .

٢: النشاط الزائد وعدم اتزان المراهق :

 هذه وسيله أخرى يهرب بها المراهق من انفعالاته الداخليه ..فنراه لا يستقر في مكانه  ..ولا ينتظر دوره في الكلام في الصف  أو يطلب  من المدرس الذهاب إلى الحمام ..أو يتحرك  كثيراً في مقعده  ..وهنا علينا أن لا نطلب منه أن يوقف هذا النشاط الزائد لإنه سيزداد أكثر وإنما أن نساعده على أن يخرج من دائرة القلق الذي

 

   

يعانيه ..بإن نشجعه على ممارسة رياضة أو هواية معينة أو زيارة أحد أصدقائه . 

 ٣ : الإستغراق في الخيال وأحلام اليقظة :

 هذه وسيلة ثالثة يهرب بها المراهق من مواجهة انفعالاته .. وهي ظاهرة عامة عند معظم المراهقين  حيث يهربون من خلالها من رغباتهم التي يحرمها الدين أو التقاليد..فيحلم بإعمال البطولة والفروسية أو بمغامرات عاطفية أو كل ما يتمناه   في حياته اليومية ولا يستطيع الحصول عليه .

إلا أن المراهق قد يتجه أحياناً إلى طرق إيجابيه ليواجه بها انفعالاته مثل ممارسة الرسم أو كتابة الشعر أو إلى الموسيقى .. عندئذٍ علينا كآباء أن ننمي هذه الميول لإنها ستساعده على التكيف مع دوافعه  فيتغلب على الكثير من مشاكله الإنفعالية ..هذا إلى جانب الفائدة .التي ستعود على المجتمع من تنمية هذه المواهب

٤: التقمص :

 هذه الوسيلة منشرة بين المراهقين عندما يتجه المراهق بشعوره كله إلى شخصية حقيقية أو وهمية يتوحد معها توحداً تاماً فيقلد كل ما يصدر عنها ..وغالباً ما نجد هذه الوسيلة منتشرة بين الطلبة في المدارس الإعدادية والثانوية ..فنرى بعض التلاميذ يتقمص شخصية المدرس أو المدرسة ..ويتعلق بها تعلقاً انفعالياً عنيفاً..ويحاول أن  يتقرب له وأن يرضيه بإي صورة من الصور.. فيقدم له الهدايا أو يقوم له بخدمات مختلفة ..مثل حمل حقيبته أو تقليده في حركاته أو في ملبسه ..وأحياناً ينغمس الطالب أكثر فى أحلام اليقظة .. فيتصور أن مدرسه بطل هذه الإحلام  وبالطبع يعيق هذا التفكير شخصيته من أن تنمو نمواً سليماً ..لذلك على المدرس أن لا يشجع الطالب ..لكنه أيضاً لا يوبخه ..بل عليه أن يوجهه إلى أن تقديره له سيكون حسب اجتهاده في أداءواجباته الدراسية..ويستطيع المدرس هنا أيضاً أن يتتبع التلميذ في سيره الدراسي ..كوسيلة يحول بها  انتباه هذا التلميذ عنه إلى الإهتمام بعمله الدراسي .

٥: التأخر الدراسي :

 يلجأ المراهق إلى تلك الحيلة لا شعورياً  لكي يتغلب على حالة القلق الشديدة التي يشعر بها  ..فلا يستطيع التركيز في دراسته فيتأخردراسياً مهما كانت درجة ذكاؤه ..والخطورة هنا أن تستمر هذه الحالة لدى المراهق الذي يعاني من أضطرابات انفعاليه منذ سنوات الطفوله فيتمادى في تأخره الدراسي  ويفشل في دراسته ويتركها  ..إذن الطالب في هذه الحالة لا يحتاج إلى دروس خصوصية ..وإنما إلى مساعدته ليحل مشاكله الشخصية

٦: العزلة والإنطواء :

 هذه الوسيلة يستخدمها المراهق ليتخلص  من القلق الذي يعانيه  فينعزل عن المجتمع ..لكن أكثرالمراهقين يظلون هكذا فترة مؤقته ثم يعودون إلى الحياة الطبيعية..لكن الخطورة أيضاً تكمن في استمرار حالة الإنزواء عند المراهق   لدرجة تجعل من الصعب عليه الخروج  من هذه العزلة التي قد  تتطور إلى مرض نفسي أو عقلي ..والحل ..العملي لهذه  المشكلة يرتكز على أهمية إحاطته بالحب والإهتمام من المحيطين به حتى يخرج من عزلته وأخيراً ..لا بد أن يصل المراهق في نهاية سن المراهقة إلى درجة من النضج الإجتماعي والإنفعالي النفسي مناسباً لعمره الزمني ..إلا أن هناك بعض الأشخاص يتجاوزون فترة المراهقة ولا يزال لديهم بقايا من الصراعات الإنفعاليه النفسية التي تظل تؤثر لفترة طويلة في سلوكهم وهم يمارسون حياتهم اليومية  ..مما يستدعي  علاجهم  نفسياً للتخلص من هذه الأعراض السلبية ..وتعود إليهم صحتهم النفسية كاملة .


[email protected]



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved